التعلم أثناء النوم حقيقه أم خرافه ؟ | مدونه حبه علم

أحد المعلومات المتداوله بكثره هي امكانيه تعلم لغه أو معلومات جديده أثناء النوم عن طريق الاستماع الى التسجيل الذي تريده أثناء النوم ,وقدم العديد من أنصار التعلم بمساعدة النوم
الكثير من الادعاءات القويه بشان قوة هذه التقنيه , وتقدم بعض المواقع و منها موقع امازون اسطوانات منزليه لتلعم اللغات أثناء النوم مثل اللغه الاسبانيه و الرومانيه و العبريه واليابانيه و الصينيه عن طريق تشغيل رسائل لا شعوريه موجهه الينا اثناء استغراقنا في النوم , وهي تعتبر من الافكار الثابته التي تعرضها العديد من الكتب و البرامج التليفزيونيه و الافلام الشهيره , كما أنه كتبت روايه تعتمد على هذه فكرة التعلم أثناء النوم و أيضا الروايه حولت الى فيلم و حصدت العديد من الجوائز اسم الروايه (البرتقاله الاليه) الفيلم من اخراج ستانلي كوبرنيك.

ولكن هل المفهوم الشائع عن التعلم أثناء النوم يرقى الى الادعاءات المبرره التي يقدمها انصاره ؟

أحد الاسباب التي تقف وراء الشعور المبدئي بالتفاؤل بتقنيه التعلم خلال النوم هي نتائج الابحاث التي قدمها ويليام ديمنت و ادوارد وولبيرت (1985) بينت ان تعريض الاشخاص الذين خضعوا لهذه الابحاث الى مثيرات خارجيه مثل رشهم بالمياه عن طريق حقنه بلاستيكيه و هم يحلمون دفعهم الى تضمين المثيرات في حلمهم ورش ديمن واحدا من المتطوعين خضع لهذه الابحاث بالمياه و هو نائم وحينما ايقظوه بعدها حكى أنه راى في منامه المياه تتساقط من شرخ باحد الاسقف .

ولكن مثل هذه الدراسه لاتدل على ظاهرة التعلم خلال النوم لانها لم تظهر أن الاشخاص بامكانهم أن يدمجوا المعلومات الجديده المعقده مثل الصيغ الرياضيه او الكلمات الجديده في اللغات الاجنبيه في احلامهم.

ولكي يتحقق الباحثون من الادعاءات المتعلقه بالتعلم أثناء النوم لابد أن يعرضوا بعض المشاركين لسماع مثيرات مسجله على شرائط على سبيل المثال كلمات من لغات اجنبيه أثناء النوم و يعرضوا على مجموعه اخرى مثيرات ليس لها علاقه بالمثيرات الاولى ثم بعد ذلك يختبر الباحثون معرفة المجموعتين بهذه المثيرات عن طريق اختبار معياري , من المثير للاهتمام ان النتائج التي توصلت اليها بعض الدراسات الاولى التي اجريت عن طريق التعلم أثناء النوم كانت مشجعه ففي دراسه شملت مجموعه من البحاره عرض الباحثون بعضا منهم اثناء النوم لشفرة مورس (طريقه اتصال يستخدمها عمال اللاسلكي في بعض الاحيان) واستطاع هؤلاء البحاره ان يتقنوا شفرة مورس في ثلاثه أسابيع أكثر من غيرهم .

ولكن هناك تفسيرا أخر بديلا أغفلته هذه التصريحات الايجابيه ان تكون التسجيلات قد أيقظت الاشخاص الذين خضعوا لهذه التجربه !

تكمن المشكله في أن كل الدراسات التي توصلت الى نتائج ايجابيه لم تراقب موجات المخ للتاكد من ان الاشخاص الذين اجريت علهم الدراسات كانوا نائمين بالفعل فقد قدم بعضهم أسانيد علميه ضعيفه لذه التقنيه و البعض الاخر لم يقدم أي أسانيد .

لذا فدرجه نجاح شرائط التعلم خلال النوم ترجع الى ان من خضعوا لهذه التجارب التي استخدمت هذه التقنيه قد استمعوا الى مقتطفات من هذه الشرائط وهم يتأرجحون بين اليقظه و المنام .

الاستماع الى هذه الشرائط في اليقظه التامه ليس أكثر كفاءه فحسب بل اكثر فعاليه أيضا واذا كنت تريد حلا سريعا لتعلم لغة اجنبيه أو تقليل التوترفمن الافضل أن توفر ما تنفقه على هذه الشرائط وتستمتع بنوم هادئ اثناء الليل.

المصدر:

50myths of popular psychology