الجمعة، 2 ديسمبر 2016

البدوي و الحضري و الفرق بين عاداتهم و طرق تفكيرهم | مدونه حبه علم


البلاد العربيه يقع أغلبها في أعظم منطقه صحروايه في العالم  من مراكش غربا حتى العراق شرقا تجد الباديه متغلغله فيها الى درجات تلفت النظر وكان لها عادات و تقاليد معينه تتشابه في أغلبها و تختلف في القليل منها لكن يغلب عليها التشابه في كل .

ويوجد عده فروق ما بين الانسان الحضري الذي يعيش في المدينه أو الشخص البدوي اللذي يعيش في الباديه ما بين عادات و تقاليد و قيم و طرق في التفكير فمثلا الشخصيه الحضريه تقوم على الانتاج بينما الشخصيه البدويه تقوم على الاستحواذ
-         الحضري يصعب عليه ان يعيش بدون مهنه أو نوع من انواع الانتاج  يحاول العيش منه  وقد يكون الانتاج ماديا او فكريا و كلما تحسنت براعة الفرد الحضري في مهنته التي اختص بها كلما راج سوقه وارتفع مستوى معاشه بالنسبه الى اقرانه.
-         البدوي يعيش في صحراء جرداء لا تعرف من الانتاج الا القليل و ليس فيها سوى العشب ينتج من هنا و هناك , ومواطن العشب قليله لذلك لايستطيعوا ان يقتسموها فيما بينهم لذلك فهم مضطرون ان يتنازعوا عليها بحد السيف ,و الباديه ليست مكان للضعيف أو للحقوق و المساواه و جاء في الامثال (الحق بالسيف و العاجز يريد شهود).
البدو يقيسون الرجوله الكامله بمقياس الغلبه و الاستحواذ, و عندما يمدحون رجلا بأنه سبع اي باخذ حقه بدراعه ولا يقدر عليه احد .
من اكبر العار ان يقال عنه انه صائغ او حائك فذلك يعني انه ضعيف يحصل على قوته بعرق جبينه كالنساء ولا يحصل عليه بحد السيف و من هنا اطلقوا على العمل اليدوي (المهنه) من المهانه .
أما الحضري لايستسيغ هذه القيم البدوي و منطق الذراع و الغلبه بحكم بيئته التي يعيش فيها وهو يقدر الناس بمقدار براعتهم في مهنتهم و ما يربحوا منها و هو يرى ان البدو مجرمين نهابين سلابين لا يؤمن
 جانبهم .
الادهى من ذلك و المثير للدهشه ان هناك بعض القبائل تؤمن بالله و اليوم الاخر و يصلون و يصومون ومع ذلك فهم يقتاتون على السلب و النهب عندما تحين الفرصه المناسبه بل و يتصدقون على ارواح اموالهم من المال اللذي نهبوه في غاراتهم .
وهناك مسميات لانواع الغارات و من اشهرها غارة الضحى وهي اكثرهم اجلالا وتقديرا لانها تدل على بسالة القائم بها و جرأته فهي تتم في وضح النهار و اذا أراد الرجل ان يدعي على رجل اخر يقول له حرمك الله من غارة الضحى , على الجانب البدوي الاخر فهناك بعض القبائل مثل قريش قديما لاتستخدم أموال السلب و النهب في الامور العظيمه فعندما أرادات اعادة بناء الكعبه وأرادت ان يتبرع سادة مكه بالاموال اشترطت عليهم ان يكون هذا المال من طيب أموالهم و أزكاه والا يكون من أموال الربا و الغاره و خلافه .
ولا تستطيع أن تلوم البدوي على أخلاقه ففي الواقع الاخلاق ليست الا صوره من صور تكيف الانسان مع محيطه فالبدوي  يطلب المال حقا لكن لا يطلبه لنفسه فالمال من علامات الرجوله و الغلبه  لكنه كريما و شهما ابيا وفيا لدرجه انه لايستطيع الحضري أن يدانيه فيها .
أيضا البدوي صادق و صريح لايحب الرياء و المراوغه , بل انه يجد المراوغه بشتى اشكالها من أنواع الضعف ولا يقسم بالله كذبا ولو كان هذا القسم منجاة له من التهلكه .
أثر المدنيه و الزحف العمراني دخْل كثير من البدو في طور المدنيه و العمران فمهما تالف مع بيئته الصحراويه و العيش في الخيام لكن العمران أفضل من الخيام لكي يأمن جانب تغيرات الطقس من هطول الامطار وخلافه و لكي يتقي حشرات الصحراء و عقاربها و ثعابينها واثرت المدنيه في جانب من تفكيره لكن الطابع البدوي لايزال به ولكي يعش في المدينه لابد من حرفه وأقربها لبيئته هي الزراعه اذ أن السلب و النهب لا يجدي في المدينه  لكن لديه ممتلكات و يسعى الى توسيعها وايضا لديه مروءه ووفاء وما لبثت هذه الصفات أن تفقد بالتدريج فبمرور الحكومات الظالمه و التي مهمتها جباية الضرائب للوالي فهو يرى جباة الحكومه واقفين له بالمرصاد يُحصون عليه أغنامه و حاصلاته الزراعيه وهو مضطر أن يكذب عليهم و يحلف بالله كذبا لكي يدرأو عنه قسطا من الضريبه المفروضه  ولو انه تبع سبيل الصدق و الوفاء في معاملة الحكومه لما بقي لديه ما يكفي من طعام و شراب.

لابد أن هذا يعطينا طريقه لتفسير تصرفاتنا الحاليه كالسعي لزياده ممتلكاتنا او جانب الكرم و الوفاء و العمل في احد الحرف لابد ان أحد اجدادنا كان بدوي الاصل و بفعل الزمن و زحف المدنيه اكتسبنا من خصال البئيه البدويه و اكتسبنا ايضا من خصال البيئه الحضريه .

شارك

قد يعجبك

البدوي و الحضري و الفرق بين عاداتهم و طرق تفكيرهم | مدونه حبه علم
4/ 5
Oleh

اشترك عبر البريد الالكتروني

أدخل بريدك الإلكتروني هنا للحصول على أحدث المواضيع!.