سقراط النبي الوجه
الاخر من سقراط الفيلسوف
يعد سقراط من أبرز
الفلاسفه اليونانيين و ظلت تعاليمه تدرس بعد وفاته لالآف السنين و على الرغم من أننا
نعرف أن سقراط لايعدو كونه سوى فيلسوف عاش في حقبه زمنيه معينه و هاجم أفكاره
الكثيرين وعلى الرغم من ان الاسرائيليات المنتشره ان الانبياء صلوات الله عليهم
هم فقط من بني اسرائيل , لكن في القران أيضا (وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه)
رسول من بني جنس قومه يتحدث بلغتهم ويقنعهم بأدله من بيئتهم لكي يدعوهم الى الطريق المستقيم كما انه قبل بعثة كل نبي يوجد عدد من الْذين يتششكون في عادات قومهم ويتفكرون مليا في الكون و خلقه و هؤلاء القوم هم السفوسطائيين و كان سقراط من هؤلاء القوم و مالبث ان احدث تحول فكري في منهجه و أدعوك الى قراء هذه السطور لكي تتعرف على نبذه عن المتشككين الذين سبقوا سقراط و من ثم التحول الفكري الذي تلا هذه الحقبه الزمنيه .
كان الفيلسوف
سقراط من السوفسطائيين و من أحد مبادئ السُفسطائيه هي قولهم (الانسان مقياس كل شئ)
و استطاع السوفسطائيين بهذا المبدأ أن يخدموا الفكر البشري خدمه كبيره فهم قد
وجهوا الانظار نحو دراسة الانسان ووضعوا الاساس للتربيه النظاميه .
كما ذهب
السوفسطائيون الى أن الحقيقه هي تناقض و نزاع فكل انسان يرى الحقيقه حسب ما تقتضيه
مصالحه و شهواته و بتنازع الحقائق الفرديه تنبعث الحقيقه الوسطى التي تنفع الانسان
بوجه عام .
كما أن من محاسن
السفسطه انها كانت تنتقد عباده الاوثان التي كانت تزخر بها ديانة الاغريق القدماء
ولهذا كان العوام من ألد اعدائها .
لكن من عيوبها أنها
اثارت الشك في ديانه الاغريق القديمه من غير أن تؤسس مكانها دينا جديدا و هذا عيب
لا مراء فيه اذ أن الشك وحده لايكفي للإصلاح ولابد للمصلح الذي شك في صحة نظام
قديم ان ياتي للناس بنظام أصلح منه .
لقد أفاد سقراط من
منهج السفسطه ولكنه لم ياخذ بشكوكها حيث آمن بأن الله يسيطر عليه و يرشده سواء
السبيل .
كان سقراط يبشر
بدعوته الاصلاحيه و يضحي بكل شئ في سبيلها حتى أنه أهمل جميع شئونه العائليه و
الشخصيه من اجل دعوته .
و كان يعتقد في أن
الدين هو في تكريم الضمير النقي للعداله الالهيه و ليس في تقديم القرابين و تلاوة
الصلاوات بالرغم من تلطخ النفس بالاثم .
وليس من المستبعد أن
يكون سقراط نبيا فقد حدثنا التاريخ عن اخلاصه و ايمانه و تضحيته و انهماكه في أمر
الاصلاح الاجتماعي مما يندر أن تجد له
مثيلا بين عامة الناس .
و من خصائص النبي أنه
يختلف عن الانسان العادي بكونه يهمل ذاته الفرديه و يذوب في ذات اخرى أوسع منها .
و قد ضج من سقراط
المحافظون المتزمتون و سدنه المعابد و اخذوا يهيجون الغوغاء عليه و هذا امر نلاحظه
في كل نبي .
وقد وجدنا سقراط
يقدم الى المحكمه بتهمة الالحاد و انكار الالهه فحكمت عليه المحكمه بشرب السم
القاتل , فشربه و هو مطمئن خيث ءامن بانه سينتقل به من هذا العالم الفاني الى
العالم الباقي .
مات سقراط و لكن
ترك بعده دويا هائلا و اخذ الناس يرجعون الى ذكراه فيشيدون بفضله و يحيكون حوله
الاساطير , و يغالون في تمجيدهم شأنهم في ذلك شأن جميع الناس في جميع الازمنه .
ومهما بلغ حجم
اتفاقنا او اختلافنا في هل سقراط يعد نبيا ام لا لكن صفات سقراط في كل هي صفات
محموده وقد عانى الويلات من العامه من اجل افكاره و مذهبه لكنهم في بالغ الامر
اخكموا عقلهم و تقبلوها و اخذ سقراط منزلته التي يسحقها بعد وفاته.
المصدر
كتاب مهزله العقل البشري د| علي الوردي
شارك
سقراط النبي الوجه الاخر من سقراط الفيلسوف | مدونه حبه علم
4/
5
Oleh
حبه علم