"أعمل
معلمة للأطفال من عمر 4 إلي 5 سنوات. لقد أتخذت قرار بأني لن أعاقب الأطفال بطريقة
التوقيف لفترة من الوقت، ولن أعود عن هذا القرار. أعلم تماماً أن علي المعلم ضبط
الصف، ولكن النتائج التي ترتبت علي تجربتي باستخدام هذا النوع من العقاب جعلتني
أعدل عنه نهائياً. لقد أصبحت أكثر احتراماً للأطفال
واحتياجاتهم كأداه لإدارة
الصف. فبمجرد أن يتم تلبية احتياجات الأطفال، يظهروا احتراماً أكثر لبعضهم البعض.
وكان عليّ أن أقوم بمعالجة المشكلات الحقيقية التي تقف خلف سلوكيات الأطفال، كما
كان علي الأطفال محاولة حل مشكلاتهم بأنفسهم أيضاً. ليس فقط للحصول علي النتائج المرجوة
بل أظهرت لهم أني أهتم بهم حقاً كأشخاص، ومن ثم بدء الأطفال في مبادلة شعورهم
بالإحترام مع المعلم ومع بعضهم البعض.
لذلك إذا ما أتيحت ليّ الفرصة يوماً لعمل دكتوراة في التربية، فبتأكيد
سيكون هذا هو موضوعها. هذه هي النتائج المذهلة التي توصلت لها." آرين
دائماً ما يتم
سؤالي، هل يمكن لأساليب التربية السليمة التي يتبعها الآباء في المنزل أن تستخدم
بنجاح في الصف؟! والإجابة—بحسب آراء وشهادة "إرين" البليغة—"نعم".
الأمر فقط يتطلب منا تنظيم أنفسنا. يتطلب منا الصبر. بالتأكيد في بعض الأوقات لا
يستطيع المعلم مساعدة طفل واحتواء مشاعره، لأنك تعلم جيداً أن لديك أكثر من 20
طالب آخر في الفصل، وكلهم بحاجتك. وكما يعرف جميع المعلمين أن ما يحدث بالمنزل
ينعكس بشكل أو بآخر علي سلوك الطلاب في المدرسة.
ولكن البشر جميعاً
يستجيبون حينما يتم احترامهم، وحتي الأطفال الصغار يحبون المشاركة في العمل
الجماعي وإيجاد حلول للمشكلات.
وكما أخبرني
العديد من المعلمين الذين أكن لهم احتراماً شديداً، أنه يمكن للمعلم استخدام بعض
الأفكار المماثلة لتلك التي تستخدم لإرشاد الآباء لكيفية التربية السليمة. فعلي
سبيل المثال، يمكن لكل الصفوف التي تضم العديد من الأطفال الإستفادة، إذا ما
استطاع الكبار داخل الصف تذكر النقاط الآتية:
1.
يسير الأطفال في الإتجاه الذي نقودهم إليه: فحين يتوتر الكبار أو يقلقون أو يرفعون
أصواتهم، يفعل الأطفال مثلهم. لكن حين يتواصل الكبار بهدوء ويعملون علي حل
المشكلات سوياً، سيبدأ الأطفال في تعلم كيفية تنظيم مشاعرهم بشكل أسرع. إذا ما
بادرنا بالإعتذار عن الأخطاء التي نرتكبها، سيتعلمون القيام بالمثل. وإذا ما
تعاملنا مع الأطفال باحترام وعطف، سيعاملون الآخرين بمنتهي الاحترام والعطف
بدورهم.
2.
يستجيب الأطفال للعلاقات والروابط: فالأطفال معتادون علي توجيه أنفسهم بحيث
يتواجدون حول آبائهم بشكل دائم، وحين ينتقل الطفل إلي المدرسة يبدء في البحث عن
شخص ناضج كبير يستطيع اتباعه وتقليده. ولكي تجعل من نفسك ذلك المعلم الناضج الذي
يريد الطفل تعقبه وتقليده، يجب عليك أن تتواصل مع الطفل بشكل ودي مملوء بالألفة
والدفء. فحين يتحرر الطفل من القيود ويرفض النظام، حاول أن تستعيد رابطة جأشك في
الموقف. فأحياناً، هذا كل ما يحتاجه الطفل ليتماسك مرة أخري.
3.
يستجيب الأطفال للتدريب بشكل أفضل من فرض
السيطرة: فالمعروف أن الجميع يقاومون بشدة تنفيذ التعليمات والأوامر التي تفرض عليهم،
والأطفال ليسوا استثناء من تلك القاعدة. وبما إن الأطفال يهتموا بشدة بطرح العديد
من الأسئلة عن العدل—كما صرح العديد من الآباء—فلم لا نتحدث إلي الصغار الذين
يبلغون 3 سنوات عن قواعد الصف التي يجب عليهم اتباعها؟! لا داعي للقلق، فهم لن
يطالبوا بالحرية المطلقة. بالعكس، فالحقيقة يمكن للأطفال فرض العديد من القواعد
التي قد لا تظنها أنت ضرورية. ولكن حين يشترك الأطفال في وضع القواعد بأنفسهم،
فأنهم يشعرون بأنهم يمتلكون تلك القواعد وسيقومون بتنفيذها. يمكن للمعلم أن يكتب أو
ينشر القواعد التي يتم الاتفاق عليها (وعليه أن ألا يزيد في هذه القواعد بل يبقيهم
ضمن الحد الأدني). وأن يشير بوضوح إلي النقاط الأساسية التي علي الطلاب تذكرها
دائماً. كما عليه أن يكون دائماً مستعداً لمساعدة الأطفال حين يحتاجون إلي إضافة
قواعد جديدة كما تقتضي الحاجة.
4.
تجنب الانهيارات من خلال الاجراءات الوقائية: حيث
أن المعلمين لا يستطيعوا أن يتركوا كل ما في إيديهم ليستجيبوا لطفل يعاني
انهياراً. فمن الضروري أن يقوم المعلم بالاجراءات الوقائية. لكن حين يكون لديك
وقتاً كافياً وتستطيع الاستجابة بشكل عاطفي وودي لما يعبر عنه كل طفل. وتأكد من أن
تتواصل يومياً مع كل طفل حتي لو كان ذلك لدقائق معدودة. وإذا رأيت بوادر مشكلة تطفو علي السطح، حاول
معالجتها قبل أن يبدأ الطفل في الاضطراب، يمكنك التواصل مع الطفل والاستماع إلي ما
يضايقه. وتذكر
أن الضحك يمكنه تقليل وطأة المواقف التي تزيد التوتر. في الحقيقة، إتاحة الفرصة
للأطفال للضحك بصوت عال يقلل من هرمونات التوتر التي تدور في مجري الدم وتساعدهم
علي الهدوء والتعاون.
5.
يمكن
للتعاطف أن يكون عصا سحرية: "دائماً ما أحاول أن أتحدث إلي طلابي سواء كان ذلك
بالجلوس مع كل طفل في شكل منفرد أو من خلال مجموعات صغيرة. فقد وجدت أن تخصيص خمس
دقائق قبل بداية كل الحصة للتواصل مع
الطلاب من خلال الاستماع لشكواهم والمشكلات المختلفة التي تثير قلقهم—حتي وإن كانت
شئ قديم يزعجهم—له تأثير السحر عليهم. فبمجرد ما يزيحوا القليل من الضغوط التي
عليهم، يبدون استعداداً أكبر للتركيز. وفي الغالب أنا لا أعطي نصائح لهم أو أقوم
بحل مشكلاتهم، فقط كل ما عليّ فعله هو الإنصات لهم والتعاطف معهم. عادةً يمكنني التعليق
بكلمات مثل "عزيزي لا يبدو هذا منصفاً ويحتاج إلي حل سريع"
6.
هناك مبرر دائماً خلف ما
يفعله الأطفال: من الممكن أن يكون هذا السبب أو
المبرر جيداً، ولكن إذا ما أردنا تعديل سلوك في الطفل، علينا أولاً أن نعي أن
الطفل لا يفعل ذلك لأنه يسعي لأن يدفعنا إلي الجنون. ولذلك رغم أنه ليس مقبولا
للطفل أن يهمهم بصوت مرتفع وهو يدرس في الصف، أو أن يركل المقعد الذي يجلس عليه،
أو أن يدفع الطفل الواقف خلفه في الطابور، إلا أن هناك سبب وراء كل ذلك. فربما
تساعده الهمهمة علي التركيز، وربما يركل المقعد لأن لديه طاقة كبيرة مكبوتة، وربما
يكون الطفل الواقف خلفه يقف بشكل قريب للغاية منه بحيث أزعجه ذلك كثيراً. ولكن لا
تنسي أن عليك أن تضع حدوداً تضمن بها سلامة وراحة جميع الطلاب في صفك. ولكن فهم
دوافع وأسباب الطلاب سيمكنك من وضع تلك الحدود بشكل يمكن كل طفل من احترام تلك
القواعد والامتثال لها.
7.
يحتاج الإطفال لفرصة لتصحيح مخالفتهم: تحدث
إلي الفصل عن كيف يمكن تصحيح الإخطاء. وحين يؤذي طفل زميله، ما هي أفضل طريقة لإصلاح
هذه العلاقة: هل بمعاقبة الطفل الذي أخطئ؟ هل بمساعدة الطفل ليعوض عن أخطاؤه؟ قم
بعقد مناقشة ليتعلم كل الأطفال كيف يمكنهم التعبير عن احتياجاتهم بدون الحاجة
لمهاجمة زملائهم. وستستفيد كثيراً من الاستماع للأطفال وهم يتحدوث عن ذلك. وستنتهي
إلي بروتوكول يساعد في منع المشادات بدون الحاجة إلي عقاب.
8.
حين يتحرر الأطفال من الضوابط المفروضه
عليهم، عليك أن تمنحهم فرصة لاستعادة توازنهم مرة أخري: توقيف الطفل لفترة زمنية من أجل تهذيب سلوكه
يجعلهم يشعرون بشعور سئ ولا يساعدهم علي إعادة ضبط أنفسهم المرة القادمة. بدلاً من
ذلك، ساعد الأطفال في تعلم كيفية التحكم في مشاعرهم وتنظيم أنفسهم ذاتياً من خلال
"الركن المريح". بدلاً من الجلوس في مكان مخجل مثل كرسي العقاب، حوله
إلي مكان أو مساحة إيجابية، يمكن للأطفال الاستمتاع فيها أو الذهاب إليها حين
يشعرون بحاجاتهم إلي "مكان هادئ ومريح". مارس مع الطلاب في الصف كيف
يجدوا المكان الهادئ الخاص بهم، وأجعلهم يتحدثون عن ما يساعدهم. وحين يشعر طفل
بالغضب أو الإنزعاج استمع إليه وتعاطف معه وأجعله يشعر بالألفة. ثم أسأله هل
الجلوس في الركن الهادئ المريح لبضع دقائق سيساعده ليشعر بالتحسن. وإذا احتجت للتحدث معه عن ما يجب عليه فعله
المرة القادمة بشكل مختلف، انتظر حتي يتحسن بعد خروجه من الركن الهادئ.
9.
حين تلبي احتياجات الأطفال، سيكونون أكثر استعداداً
للتعاون: أكثر مشكلات "سوء السلوك" تتنتج عن عدم تلبية احتياجات الأطفال،
فعلي سبيل المثال، الطفل الذي يتصرف بشكل غير لائق في الطابور، يمكن أن يكون يعاني
من سوء إنتظام أثناء التنقل. لذا فقد يكون في احتياج لإمساك يد المعلم أثناء
مغادرة الصفوف الفصل. فالطفل الذي يواجه صعوبة في توديع والديه، وبالتالي يعاني من
صعوبة في بداية الدراسة، قد يحتاج إلي تكليفه بمهام وأعمال خاصة يكون فيها بالقرب
من المعلم حتي يشعر بقدرة علي التواصل وقيمته الكبيرة في بداية يومه الدراسي. فكل
الأطفال يحتاجون إلي الحركة، وفي الغالب يكون من الصعب علي الأطفال أن يبقوا في
مكان واحد. كما يصعب عليهم التركيز لفترة طويلة بدون ممارسة أي نشاط. وقد يكون أمر
شاق أن يحاول المعلم اكتشاف ما يحتاجة كل طفل في كل موقف تعليمي، ولكن إذا اعتادنا
المشاهدة والاستماع فسيخبرنا الأطفال بكل شئ. والتزامنا بدعم الأطفال حتي يحصلوا
علي احتياجاتهم في بيئة أكثر صحة وهدوء ممكن أن يساعدهم علي المضي قدماً في المسار
الصحيح لبقية حياتهم.
10. الأطفال يرتقون أو لا يرتقون طبقاً لمستوي تواقعتنا منهم: فالأطفال يروا أنفسهم كما تنعكس صورتهم في أعيننا. ويفترضون أننا نعرف عنهم كل
شئ وبدقة شديدة. وستجد لدي الكثير منا كالبالغين حكايات عديدة عن معلم كان له أكبر
الآثر في نفوسنا وفي حياتنا. وبالتأكيد فإن هذا المعلم آمن كثيراً بنا وساعدنا علي
أن نرتقي بمستونا طبقاً لإمكانياتنا. والإيمان بطفل يمكن أن يكون أعظم هدية نهديها
إليه.
لذا فالشكر واجب لكل معلم يبذل جهداً ويعطي
كثيراً ويحاول أن يغير حياة طلابه. فبمثل هؤلاء يصبح عالمنا مكان أفضل.
ترجمه: ا/ ايمان يحي
شارك
10 طرق لتعلم بشكل أفضل و سليم | حبه علم
4/
5
Oleh
حبه علم